يواجه قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات تحديات كبيرة يقابلها فرص ثمينة يمكن استثمارها والبناء عليها وتحويل الأزمة التي فرضها تفشي وباء كورونا في العالم إلى منحة.
ممثل قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات في غرفة صناعة الأردن المهندس إيهاب قادري أعرب عن استعداد وقدرة القطاع على تحويل الخسائر إلى أرباح والاستفادة من المعطيات الجديدة من حيث تحول بعض مشاغل ومصانع المحيكات الى انتاج الكمامات الطبية والأفرهول الطبي والأحذية الطبية وتغطية كامل حاجة السوق المحلي وتصدير الفائض إلى مختلف دول العالم وتشغيل العمالة المحلية والمحافظة عليها.
ويرى قادري أن الإجراءات التي اتخذتها الدول للحد من انتشار وباء فايروس كورونا أثرت سلبا على مختلف القطاعات لا سيما صناعة الألبسة المحلية والجلديات، الأمر الذي يتطلب منح الافضلية للمنتج المحلي، لاسيما منتجات الشراشف والستائر والمخدات والسجاد والموكيت وتفضيلها في العطاءات الحكومية والشركات التابعة لها للحفاظ على العمالة المحلية في ظل هذه الظروف الصعبة.
وبين قادري ان قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات يضم شركات كبيرة وأخرى صغيرة ومتوسطة وكل نوع من هذه الشركات له تحدياته الخاصة وظروفه المختلفة عن الآخر.
يضيف قادري : "بإمكان المصانع الصغيرة والمتوسطة التحول لانتاج الكمامات وبعضها تحول فعلا، وإنتاج نحو نصف مليون كمامة يوميا، الامر الذي سيجعل الاردن مصدرا للكمامات والمستهلكات الطبية وهو ما يحتاجه العالم في مرحلة التعافي ايضا".
يتابع :"يجب ان نستفيد من هذه الفرص المتاحة، حيث يزداد الطلب على تلك المستهلكات في ظل انتشار وباء كورونا وفي مرحلة التعافي ايضا سيستمر الطلب على تلك المستهلكات".
وشدد على ان دعم الحكومة للقطاع وتمكينه من التحول لانتاج وصناعة الكمامات والافرهول الطبي والاحذية الطبية والشراشف الطبية أصبح ضرورة ملحة وذلك للحفاظ على العمالة المحلية ومنع انهيار القطاع.
ولفت الى ان قطاع الألبسة المحلية يمر بظروف صعبة ويعيش تحديات، مما يستدعي التحرك فورا لانقاذه ودعمه، والتشبيك مع القطاع التجاري، باعتباره مزودا للسوق المحلي بمختلف أصناف الالبسة، ومشغلا للأيدي العاملة المحلية.
وقال قادري ان قطاع المحيكات حقق انجازات كبيرة في العقد الأخير، مشيرا إلى ارتفاع صادرات القطاع إلى حوالي 2 مليار دولار في العام 2019، ويساهم بما نسبته 27 بالمئة من إجمالي صادرات المملكة.
ودعا قادري الحكومة الى حل مشكلة شح السيولة التي فرضها تفشي وباء كورونا وتوفير السيولة النقدية عن طريق برامج يتبناها البنك المركزي وتحويلها الى النفقات الجارية للرواتب ومدخلات الانتاج بدل التمويل الرأسمالي وبدون فوائد، إضافة الى ضرورة إعادة النظر في شروط التمويل وتيسيرها.
وأكد أهمية حماية المنشآت الصغيرة والمتوسطة ومساعدتها على تجاوز الازمة، والاستعداد جيدا لمرحلة التعافي وترسيخ مبدأ الاعتماد على الذات الذي نادى به جلالة الملك.
وقال قادري إن تفشي فايروس كورونا أعاد إلى الأذهان أهمية الاعتماد على الذات ودعم الصناعة الوطنية ومنحها الافضلية في العطاءات الحكومية وحمايتها وتذليل كافة العقبات التي تعترض نموها وازدهارها.
وأضاف قادري أن القطاع يشغل حوالي 74 ألف عامل وعاملة وبما نسبته 29 بالمئة من إجمالي العمالة في القطاع الصناعي، كما شهدت أعداد العمالة الأردنية في قطاع المحيكات ارتفاعا كبيرا وبنسبة بلغت 120 بالمئة خلال العام 2019.
Comments (0)