في مؤشر جديد على تراجع قطاع الاتصالات ودوره في الاقتصاد، كشفت احصاءات حكومية مؤخرا بان القطاع باسواقه الفرعية الرئيسية الثلاثة ( الثابت، والخلوي ، والانترنت، وما يرتبط بها من قطاعات اخرى ) كان يستغني في كل يوم عن وظيفة مباشرة واحدة خلال العام 2013، ما يدلّل على استمرار تراجع دور القطاع في مجال التوظيف ومحاربة ظاهرة البطالة.
وأظهرت الاحصاءات الصادرة عن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بان قاعدة التوظيف المباشر (العاملين) في مختلف شركات قطاع الاتصالات بجميع خدماته سجلت مع نهاية العام الماضي حوالي 4212 وظيفة مباشرة في القطاع الذي يشهد منافسة وضغوطا تنافسية كبيرة، فضلا عن معاناته خلال اخر سنوات من ارتفاع حجم الضرائب والرسوم المفروضة على خدماته وشركاته.
وكشفت الاحصاءات - التي نشرتها هيئة الاتصالات على موقعها الالكتروني - بان عدد العاملين في القطاع تراجع بنسبة بلغت 8 %، وبمقدار 384 عامل ( وظيفة مباشرة ) على مدار العام الماضي، وذلك لدى المقارنة بعدد العاملين في القطاع المسجّل نهاية العام السابق 2012 والذي بلغ وقتذاك قرابة 4596 عاملا ً ( وظيفة مباشرة ).
وبحسبة بسيطة، واذا ما قسمنا عدد الوظائف المباشرة المفقودة من القطاع خلال العام 2013 على عدد ايام السنة ( 365)، يكون القطاع قد استغنى عن حوالي وظيفة مباشرة في كل يوم، وهو مؤشر خطير على تراجع دور القطاع في التوظيف بعد مساهمته الفاعلة منذ بداية العقد الماضي في هذا المجال، وفي مجال التوظيف غير المباشر لا سيما في قطاع الخلوي الذي تقول ارقام غير رسمية بان كل وظيفة مباشرة يوفرها هذا القطاع ويرافقها اربع وظائف غير مباشرة.
ويأتي إصدار هذه الارقام في وقت تظهر فيه ارقام الاحصاءات العامة بان معدل البطالة في المملكة بلغ مع نهاية الربع الثاني من العام الحالي 12 %، حيث بلغ المعدل للذكور 10.4 %، مقابل 20.1 % للإناث لنفس الفترة، فيما تقول ارقام عالمية بان معدل البطالة في المملكة يزيد عن الارقام الرسمية ليبلغ قرابة 30 %.
الى ذلك اوضحت ارقام هيئة الاتصالات بان قطاع الانترنت كان الاكثر مساهمة وفقدانا للوظائف المباشرة خلال العام 2013 ، حيث بلغ عدد العاملين في هذا القطاع الذي يضم مزودي الانتنرت السلكي واللاسلكي حوالي 300 عاملا ( وظيفة مباشرة ) مع نهاية العام الماضي، ليفقد هذا القطاع قرابة 233 وظيفة مباشرة، وبنسبة تراجع تصل الى 44 % وذلك لدى المقارنة بعدد العاملين فيه نهاية العام السابق 2012 والذي بلغ وقتها 533 وظيفة مباشرة.
وبحسب ارقام الهيئة استحوذ قطاع الانترنت على اكبر نسبة من الوظائف المفقودة في العام 2013 والتي بلغ عددها 384 وظيفة مباشرة، حيث فقد هذا القطاع ما نسبته 61 % من وظائف القطاع المفقودة.
واظهرت ارقام الهيئة بان قطاع الهاتف الثابت كان ثاني اكثر قطاع فرعي في الاتصالات فقدانا للوظائف حيث بلغ عدد العاملين في هذا القطاع نهاية العام الماضي 1741 عاملاً (وظيفة مباشرة ) ، ليخسر القطاع 159 وظيفة مباشرة، وبنسبة تراجع بلغت 8 %، وذلك لدى المقارنة بعدد العاملين في القطاع المسجل نهاية العام 2012 والذي بلغ وقتها قرابة 1900 عاملا ( وظيفة مباشرة ).
وفقا للارقام الرسمية استحوذ قطاع الهاتف الثابت ( الذي تشغل خدماته شركة وحيدة ) على نسبة 41 % من حجم الوظائف المفقودة في العام 2013.
وفي المقابل استقرت اعداد الوظائف في قطاع خدمات الاتصالات الاخرى عند 20 عامل (وظيفة مباشرة ) في نهاية العام الماضي، بينما اظهرت الارقام بان قطاع الخلوي كان القطاع الوحيد الذي اظهر زيادة في اعداد عامليه او وظائفه المباشرة، على ما بينت احصاءات الهيئة.
حيث اظهرت الارقام بان قطاع الخلوي ( الذي تشغل خدماته ثلاث شبكات رئيسية ) زاد من اعداد عامليه حوالي 8 وظائف مباشرة خلال العام 2013 ليسجل في نهايته حوالي 2151 وظيفة مباشرة، مرتفعة بنسبة تقل عن 1 %، مقارنة بعدد العاملين في هذا القطاع والذي بلغ نهاية العام السابق 2012 حوالي 2143 عاملا ( وظيفة مباشرة ).
ويشار إلى إنّ الأرقام سابقة الذكر تشمل الوظائف المباشرة فقط، كما تشمل جميع الشركات العاملة في أربعة قطاعات فرعية تعمل تحت مظلة قطاع الاتصالات، وهي قطاع أو خدمات الهاتف الثابت، قطاع أو خدمات الخلوي، قطاع أو خدمات الإنترنت، وخدمات الاتصالات الاخرى مثل الشركات المشغلة لخدمات البطاقات المدفوعة مسبقاً للاتصالات الدولية مثلاً، فيما يوفر القطاع لا سيما في مضماري الخلوي والإنترنت عشرات آلاف الوظائف غير المباشرة في التوزيع وبيع البطاقات والخدمات المساندة للاتصالات وتركيب شبكاتها وتشغيل عملياتها
Comments (0)