قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الأيدي العمالة في أفريقيا ستصبح أكبر مما لدى الهند أو الصين عام 2040، وأن أفريقيا تستطيع أن تكون "سوق المستقبل"، لانها تمتلك الموارد والطاقات، وتمتلك القدرة على معرفة كيفية إدارة الأمور.
وأضاف الوزير الامريكي في مؤتمر وزراء الدول الافريقية في البنك الدولي في العاصمة واشنطن أنه "منذ عام 2000 زادت الاصول المصرفية لأكثر من الضعف، بينما شهد قطاع الاتصالات الزيادة نفسها تقريباً منذ عام 2004"، مقتبساً عن الرئيس الامريكي باراك اوباما عبارة "أفريقيا هي مركز جديد للتنمية العالمية".
ووجهت الولايات المتحدة الدعوة لـ 50 من قادة دول افريقيا، لحضور القمة الافريقية – الأمريكية، التى تعقد بواشنطن اليوم الاثنين ولمدة 3 أيام، تحت عنوان "الاستثمار في الجيل القادم".
والقمة هي الأولى من نوعها التي تعقد بين الولايات المتحدة، ودول القارة السمراء، وطُرحت فكرتها لدى جولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، العام الماضي في افريقيا.
وتبحث القمة قضايا عدة أبرزها التعاون الاقتصادي، بين القارة النامية بقوة والقوة الاقتصادية الأولى عالميا، وتركز القمة على قضايا مثل الزراعة، والبنية التحتية، التبادل التجاري، وقضايا أخرى ذات طابع سياسى مثل الحكم، والتهديدات الأمنية، والديمقراطية.
وأكد كيرى على عمل بلاده الجاد لنقل استثمارات امريكية إلى أفريقيا قائلا " نريد ونعمل بشكل جاهد لتشجيع الشركات الامريكية على الاستثمار في افريقيا"، مشيراً إلى أن أفريقيا اليوم تمثل محطة للاستثمار والسياحة الامريكية، وأنه اصبح من الممكن في السنين القادمة أن يحل الازدهار بدلا من الفقر وأن ينتصر التعاون على الصراع.
وتحاول الولايات المتحدة التقرب إلى القارة السمراء، خاصة مع تسابق عالمي لغزو افريقيا اقتصاديا، حيث عقدت الصين، والهند، واليابان، وحتى أوروبا قمما مماثلة جمعتها ودول القارة الصاعدة، لبحث قضايا التعاون الاقتصادي.
وأظهرت أرقام أصدرها معهد بروكينجز مؤخرا، أن حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والدول الافريقية، بلغ 60 مليار دولار، في حين تصل حجم التجارة بين الصين وافريقيا، إلى 170 مليار دولار في عام 2013 .
ورغم ان الولايات المتحدة مازالت تستثمر في افريقيا أكثر من أي بلد آخر، الا أن حجم التجارة بين الصين وافريقيا الآن تجاوز نظيرتها بين الولايات المتحدة والقارة السمراء وذلك منذ عام 2009.
وأورد تقرير أصدرته اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، مطلع الشهر الجاري، بالعاصمة الإثيوبية أديس ابابا، إن التجارة بين الدول الإفريقية مع الصين مثلت 60% من اجمالي التعاملات التجارية لدول القارة.
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي، في كلمته بمؤتمر وزراء الدول الافريقية في البنك الدولي أن مناجم افريقيا الحقيقية واستثماراتها لاتكمن في البلاتينيوم والذهب والنفط ولكن في مواهب وقدرات وتطلعات شعوبها، وأن إدارة اوباما بأكملها تريد أن تطلق الاحتمالات المبشرة في سبيل خدمة شعوب افريقيا وخلق رخاء أعظم في العالم، وذلك في اشارة إلى الموارد البشرية التي يمكن أن تسهم افريقيا في مد العالم بها.
ودعا ممثل الخارجية الامريكية الحكومات الافريقية إلى توخي الشفافية في سياساتهم ومحاربة الفساد في سبيل خلق بلداناً أكثر استقراراً قائلا إن "الشفافية والعدالة تخلق اسواقاً تنافسية تجتذب استثمارات أكبر حيث يتم الحكم على المنتجات والافكار من خلال مزاياها وعن طريق السوق وليس عبر الرشاوي والصفقات التي تجري في الغرف الخلفية".
وأكد كيري على ضرورة مكافحة الفساد كونه "جزء من عملية التعافي (الاقتصادي)، وهو أمر يتطلب شجاعة، وفي بعض الاحيان توقع بعض المخاطر"، مشيرا إلي أن بيئة تتوفر فيها هذه العوامل "ينتعش فيها المبتكرين وأصحاب المشاريع، وهي بيئة يستطيع فيها رأس المال أن يقرر اتجاها طبقاً لشعوره بالامان وشعوره بالخطر".
وبلغ حجم الاستثمارات الأجنبية، في افريقيا 56 مليار دولار، في عام 2013، بارتفاع قدره 6.8 % مقارنة بعام 2012 حيث بلغت 53 مليار دولار، وفقا لبيانات الأونكتاد (مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية) .
وأظهر مسح أجرته مؤسسة "إرنست آند يونغ" المتخصصة في الخدمات المالية، في مايو/ آيار الماضي، أن الولايات المتحدة احتلت المركز الثاني، في قائمة الدول التي تقوم بالاستثمار المباشر فى افريقيا، بنصيب 78 مشروعا فى عام 2013 بانخفاض 20 % عن عام 2012 .
واستثنت الولايات المتحدة من الدعوة للقمة، 4 دول وهى السودان، وزيمبابوي، واريتريا، وأفريقيا الوسطى، كونها تخضع لعقوبات أمريكية أو دولية.
وتربط الولايات المتحدة، علاقات متوترة مع كلا من رئيس زيمبابوي روبرت موجابى، والرئيس السوداني عمر البشير، وبخاصة مع الانتقادات المتواصلة من الولايات المتحدة، لسجل الرئيسين في مجال الديمقراطية.
وأعلنت الولايات المتحدة، أن رئيسة ليبيريا إلين جونسون سيرليف، ورئيس سيراليون، إرنست باي كوروما ألغيا مشاركتهما بسبب اجتياح وباء إيبولا للبلاد.
Comments (0)