Share :
كشفت الايام الاربعة المنقضية من شهر رمضان المبارك عن ضعف الاداء التجاري في محافظة الكرك بشكل عام وبما يختلف عن المواسم الرمضانية السابقة فحركة السوق كانت في حدوها الدنيا واقتصرت على الايام القليلة التي سبقت بدء الشهر الفضيل حيث تم صرف الرواتب والاجور وهي العماد الرئيسي لدخول مواطني المحافظة الذين يعتمدون في غالبيتهم العظمى على الرواتب في القطاعين العام والخاص. ولعل تجار التجزأة هم الاكثر تضررا من هذه الحالة لانصراف المشترين الى الاسواق الاستهلاكية المدنية والعسكرية لتأمين مستلزمات رمضان بالنظر لفارق الاسعار، حيث تغطي هذه الاسواق كافة مناطق المحافظة ذات الكثافة السكانية. وبين التاجر محمد خالد ان الحركة التجارية في محافظة الكرك منذ بداية حلول شهر رمضان المبارك لم تشهد أي انفراج يذكر بخلاف ما كان عليه وضع الاسواق التجارية في المحافظة سابقا، وذلك رغم الامال العريضة التي بناها التجار وباعة المستلزمات الرمضانية على الشهر الفضيل لرواج تجارتهم وكسر حالة الركود وضعف القوة الشرائية التي عانوا منها كثيرا، وقال ان هذه الحالة باتت تتكرر في شهر رمضان من كل عام خلال السنوات الثلاث الماضية. ويؤيد التاجر ابو علي هذه الطروح ويقول ان تجار المحافظة زودوا متاجرهم بكميات كبيرة من مستلزمات شهر رمضان واكثرهم التزم مقابل ذلك بشيكات مؤجلة الدفع لتجار الجملة ولم يتم تصريف تلك البضائع اذ لا يتسوق من المتاجر سوى الاشخاص الذين لا يملكون سيولة نقدية وبطريقة السداد الآجل. وقال محمد تاجر خضار وفواكه «نشتري الخضار والفواكه من مصدرها بسعر مرتفع فكيف لنا ان نخفض اسعار البيع للمستهلكين، واضاف امام هذا الواقع اضطررنا الى تخفيض مستورداتنا من الخضار والفواكه التي قال يبدو انها اضحت تقريبا حكرا على الموسرين من المواطنين. الركود لم يطل تجار البقالة والخضار الفواكه فقط بل طال ايضا القصابين ومحلات بيع لحوم الدواجن وقال القصاب ابراهيم ان عدد الذبحيات التي يبيعها يوميا منخفضة في هذا الشهر قياسا مع المواسم الرمضانية السابقة ورد سبب ذلك الى غلاء اسعار اللحوم وضعف الاوضاع المالية لغالبية الاسر. اما صاحب محل نتافة دواجن عماد فقال حتى لحوم الدواجن طالها الركود في شهر رمضان الحالي فمبيعاتنا هي اقل مما كانت عليه قبل حلول رمضان وايضا قياسا بالمواسم الرمضانية السابقة. وهذه الحالة اكدها ايضا صاحب المخبز احمد علي الذي قال: كنا نستهلك في المواسم الرمضانية السابقة كميات كبيرة من الطحين اما في رمضان الحالي فبالكاد ان نسوق نصف الكمية فقد اختفت تماما تلك الطوابير الطويلة من مشتري الخبز خصوصا مع اقتراب موعد الافطار، وهذا ما اوضحه بائع (القطايف) ابو باسم الذي قال: استغرب الوضع في هذا العام فالقطايف التي كانت اهم مستلزمات شهر الصوم تراجع سوقها هي الاخرى اذ وبرغم انني اعتبر نفسي من اقدم بائعي القطايف في الكرك وكان لي الكثير من الزبائن وكنت ابيع كميات كبيرة في رمضان لكن في رمضان الحالي بدأ الوضع غير مسبوق على مدى اشتغالي بهذه المهنة ومنذ عقود فحجم المبيعات تراجع بشكل لا يصدق. وفي سياق متصل يرى المواطن سالم المبيضين ان حركة المرور النشطة والازدحامات التي تشهدها اسواق مدينة الكرك وضاحيتي المرج والثنية لا يعكس حقيقة الحال فالحركة المرورية النشطة ليست دليل عافية، مشيرا الى غلاء الاسعار الذي افترس مداخيل المواطنين ولم يبق امامهم الا تدبر امور متطلبات معيشتهم اليومية من الاكل وبحده النزير وإذا ما تبقى من مال قليل بعد ذلك فثمة احتياجات أخرى ضرورية لا يمكن التغاضي عنها. حالة الركود طالت ايضا الاسواق الشعبية والبسطات التي قال اصحابها انه رغم انخفاض اسعارها الا ان حركة التسوق كانت في حدودها الدنيا. من جانبه اكد مدير صناعة وتجارة الكرك جمال الصعوب ان كافة السلع والمواد الرمضانية وغير الرمضانية متوفر وبكميات كافية لكن هناك ضعف في القوة الشرائية، معربا عن امله بأن تشهد الحركة التجارية تحسنا في الفترة القادمة مثلما كانت عليه في بداية شهر رمضان حيث تسلم الموظفون رواتبهم في موعد قريب من حلول الشهر الفضيل. واشار الصعوب الى حث التجار لتوفير المواد التموينية الأساسية بأسعار مناسبة خلال شهر رمضان المبارك بما يتلاءم ودخول المواطنين ويضمن في الوقت ذاته تحقيق هوامش ربحية معقولة لهم مع التقيد بالبيع بالأسعار المعلنة وزيادة الخصومات والعروض على المواد التموينية الرمضانية والابتعاد عن سياسة الاحتكار. وأكد الصعوب ان المديرية وضعت منذ بداية الشهر الفضيل خطة لمراقبة الأسواق لضمان توفير المواد التموينية بالأسعار والكميات المطلوبة، مشيرا إلى ان هناك جولة صباحية وأخرى مسائية على الأسواق واجراء دراسة ميدانية يومية للوقوف على مدى وفرة السلع والمتغيرات التي تطرأ على الأسعار مع التركيز على وفرة مادة اللحوم والخبز العربي وبجودة عالية، مشيرا الى المخالفات منذ بداية الشهر كانت محدودة، مؤكدا استعداد المديرية لتلقي أي شكوى من خلال مكتب الشكاوى في المديرية ومتابعتها بشكل فوري.
Comments (0)
Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked. *