Share :

أكد رياديون أردنيون – يواصلون العمل اليوم على تطوير وتوسيع نطاق مشاريعهم الريادية على أهمية الريادة واتباع الشغف لتحويل الافكار التي تحل مشاكل في الاقتصاد والمجتمع إلى مشاريع انتاجية تسهم في تحسين الاقتصاد وحل مشاكل الناس، بعيدا عن احلام الوظيفة التقليدية في بلد ارتفعت فيه نسبة البطالة إلى 19.2 %.
وقال الشباب – الذين التقوا جلالة الملك عبدالله الثاني يوم الأحد الماضي في قصر الحسينية – على أهمية اللقاء والاهتمام الملكي بالشباب، لافتين إلى ان مثل هذا اللقاء يسلط الضوء على التحديات والفرص التي تواجهها ريادة الاعمال في المملكة، ويعطيهم “دفعة معنوية قوية” لإطلاق العنان لإبداعاتهم وابتكاراتهم في قطاعات متعددة، وخصوصا ان التكنولوجيا فتحت امامهم آفاقا واسعة للإبداع وتأسيس المشاريع بأقل التكاليف.
وخلال اللقاء أكد جلالة الملك عبدالله الثاني حرصه المستمر على دعم أفكار ومشاريع الشباب والشابات الرياديين، والتواصل المستمر معهم، وفخره بما حققوه من إنجازات.
ولفت جلالة الملك، إلى أن الطاقة والاستعداد لدى الشباب الأردني، تجعل من كل واحد منهم قصة نجاح وقدوة للجميع.
كما أكد جلالة الملك أهمية دور الرياديين وأفكارهم في الحد من الفقر والبطالة، وإمكانية الاستفادة منها وتطبيقها في جميع مناطق المملكة، مشيرا جلالته إلى أهمية الاستفادة من البرامج التي تقدمها الحكومة لدعم الشباب والشابات الرياديين.
ورغم أن الأردنيين يشكلون 3 % فقط من سكان العالم العربي، فإنهم يمثلون 27 % من أفضل الرياديين والمبدعين فيه.
ومن بين الشباب الذين حضروا لقاء جلالة الملك الأحد كانت الريادية الأردنية هديل المجالي، التي اتبعت “شغفها بالطاقة المتجددة والعمارة الخضراء” كما تقول، فأسست مشروعها الخاص من ستة أشهر، والذي يحمل اسم “جوردن سولار سيستمز” للطاقة الشمسية والتجميل المعماري.
وقالت المجالي، التي تحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية والماجستير في الطاقة المتجددة، بأن لقاء جلالة الملك بالشباب “يرفع المعنويات” ويعطي”دفعة كبيرة” لهم لإكمال مشاريعهم وتوسيع نطاق تأثيرها في خدمة القطاعات الاقتصادية المختلفة والمساهمة في توفير فرص العمل.
وأوضحت بأن شركتها تقوم على ثلاثة منتجات أو محاور هي: تركيب مظلات للطاقة الشمسية تركب على الأسطح، وفي المرافق العامة مثل الحدائق بشكل يجمع بين العناية بالبيئة والجمال، ونظام مستحدث لتقييم المنازل السكنية والمباني التجارية والحكومية حيث يقوم النظام بدراسة المباني ضمن معايير محددة لجعل المباني صديقة للبيئة وموفرة للطاقة، إضافة إلى تقديم منصة إلكترونية لإثراء المحتوى العربي والتعليم في مجال الطاقة المتجددة.
وقالت بأنها قامت بالتسجيل في البرنامج الوطني للتشغيل الذاتي “انهض” لتنفيذ المشروع، داعية الشباب إلى توظيف مهاراتهم وابتكاراتهم لحل مشاكل المجتمع، وإنشاء شركاتهم الخاصة، وخصوصا مع الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي نعانيها، لا سيما في ارتفاع معدلات البطالة.
وخلال السنوات العشر الماضية زاد الحراك والتركيز على ريادة الاعمال، وتكاثرت الشركات الريادية الأردنية التي يقدر عددها بالمئات، والتي خلقت آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، حيث بلغ عدد الشركات التي استثمر فيها “صندوق أويسس 500” وحده منذ انطلاقته في العام 2010 وحتى اليوم 161 شركة أكثرها يعمل في المجال التقني.
ومن جهته أكّد الشاب الريادي – ابن الـ 26 عاما – محمد وديان، صاحب فكرة وشركة ” سبارك إلكترونيكس” بأن اللقاء مع جلالة الملك يوم الأحد أعطى الشباب “دفعة معنوية كبيرة” لتطوير اعمالهم، كما أتاح المجال إلى ان يسمع قائد البلاد للمشاكل والتحديات التي يواجهها الرياديون من مختلف القطاعات، والنقاش حول السبل لحل هذه المشاكل.
وقال وديان، الذي يحمل شهادة جامعية في هندسة الميكاترونيكس والذي يقود اليوم شركة متخصصة في مجال تصميم وتصنيع الأجهزة والأنظمة الإلكترونية المبتكرة، وتقديم الحلول التقنية التي تحل مشاكل متنوعة في مختلف القطاعات، بأن اللقاء مع جلالة الملك بالنسبة له يعتبر ” نقطة تحول” نحو مزيد من العمل والتركيز على الابتكار والإبداع.
وأضاف وديان الذي يعمل في محافظة إربد بأنه اتجه لتأسيس شركته الخاصة بعد تخرجه مباشرة لأنه يؤمن بأن “الوظيفة التقليدية تحد من قدرة الشباب على الابتكار والابداع وتضعهم في قالب لا يتغيرون فيه ولا يتطورون، مشيرا إلى ان حلمه كبير بتحويل شركته إلى ان تكون” الاولى عالميا في مجال التصميم والتصنيع المبتكر”، حيث استطاعت الشركة التي انطلقت رسميا في العام 2017 من تقديم منتجات مثل: ماكينة لشحن الأجهزة الخلوية في الساحات العامة، وتزويد الجامعات بها لخدمة الطالب، وروبوت تسويقي يحمل لافتات اعلانية في الاماكن العامة، وجهاز إنذار وكشف تسرب الغاز وغيرها من الابتكارات.
واشار وديان، إلى ان ابرز تحديات شركته – وكونها تعمل في مجال التصنيع – فهي تتركز في عبء الرسوم الجمركية على المواد الخام التي يستخدمونها في تصنيع المبتكرات والمنتجات التقنية، إلى جانب تحدي التمويل والدعم المادي، لافتا إلى ان شركته الصغيرة اليوم توفر 5 فرص عمل مباشرة، ويمكنها ان توفر خلال سنوات نحو 20 فرصة عمل مباشرة.
وزاد عدد البرامج والمشاريع الداعمة والحاضنة لريادة الأعمال خلال السنوات الماضية في الأردن إلى اكثر من 200 برنامج ومشروع تتبع حوالي 120 جهة.
ويواصل الشاب الريادي نسيب بركات، – ابن الـ 27 عاما – العمل على مشروعه الخاص “ستارك لتكنولوجيا البرمجيات” من مكتب خاص بعائلته، والذي طوّع فيه التكنولوجيا لحل المشاكل التي تواجه الناس، فخرج بمنتجين يأمل ان يستخدما ويعمما لخدمة الافراد والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية.
وقال بركات لـ ” الغد” بأن لقاء جلالة الملك الأحد كان هاما كونه يسلّط الضوء على الشباب والشركات والافكار الريادية، وأهمية الريادة لدعم الاقتصاد، مؤكدا أهمية التكنولوجيا اليوم بما وفرته من ادوات ومنصات خففت التكلفة على الشباب للانطلاق بمشاريعهم وتاسيسها والتوسع فيها للوصول إلى اسواق المنطقة والعالم.
واوضح بركات – الذي يحمل شهادة في هندسة الكهرباء والالكترونيات – بأن شركته اليوم تقوم على منتجين هما: المنتج الأول: “NavCode” نظام عناوين رقمي يتيح لأي شخص ان يكون لديه عنوان أين ما كان على وجه الأرض، مكون من أربع أحرف او أرقام. حالياً نقوم بتجارب مع الأمن العام في الأردن لاستخدام النظام لتحديد موقع المتصلين بشكل دقيق جدا، والمنتج الثاني: “Wafii” وهو نظام ولاء (يمنح نقاطا للزبائن) يتيح لأصحاب الشركات جمع معلومات عن زبائنهم وتستعمل هذه المعلومات لتحسين المبيعات والأستهداف ومراقبة أوضاع الشركة من أجل توسيع قاعدة العملاء.
واشار إلى اهمية تسهيل الاجراءات الحكومية في مجال تأسيس الشركات الناشئة والتراخيص التي تتطلبها لبدء العمل والتشغيل، مؤكدا في الوقت ذاته إلى اهمية الشركات الصغيرة لتحسين الاقتصاد وتوفير فرص العمل.
وأكدت الريادية نور نشيوات، صاحبة مشروع “هنايا” والشريكة مع زوجها ايضا في مشروع “مطعم شاورما زرب” الأول من نوعه في الأردن والمنطقة على “التفاؤل” والانطلاقة الإيجابية التي شعرت بها خلال اللقاء مع جلالة الملك، مؤكدة على اهمية المضي قدما في تطوير المشاريع الريادية من قبل اصحابها رغم التحديات والصعوبات لأن الريادة هي التي تصنع الفرق.
وقالت نشيوات لـ “الغد” أن مشروع “هنايا” يعنى بتصنيع منتجات لتقديم الطعام من خلال اعادة التدوير لمواد قديمة وإعادة احياء اساليب حرفية قديمة منسية، حيث يتم عرض هذه المنتجات عبر التسويق الالكتروني، فيما يقدم المشروع الثاني منتج الزرب البدوي الأصيل بطريقة الشاورما العصرية، وهو مشروع يوظف حاليا 12 أردنيا ويكسر ثقافة العيب لدى الشباب.
واكدت أهمية مشروعها في دعم ثقافة اعادة التدوير ومعالجة واستخدام الادوات لتصنيع منتجات الطعام ودعم الحرفيين الاردنيين وتعزيز ثقافتهم، مؤكدة بأن الاجراءات الحكومية غالبا هي التحدي الكبير امام الشركات والمشاريع الريادية المبتكرة.
وبينت أن المشروع يقوم على تشغيل السيدات والحرفيين في المحافظات، خصوصا في محافظتي جرش وعجلون لتصنيع المنتجات المطلوبة.
وفي مؤشر آخر على تفوق الشركات الريادية الأردنية، كان الأردن الأكثر تمثيلا في القائمة النهائية التي اختارها العام الحالي “المنتدى الاقتصادي العالمي” بالتعاون مع “مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين”، وضمت 100 شركة ناشئة واعدة من العالم العربي ستسهم في تشكيل الثورة الصناعية الرابعة في العام الحالي، حيث بلغ عدد الشركات الناشئة الأردنية ضمن هذه القائمة 27 شركة.
ومن جانبها اكدت المؤسسة وصاحبة مشروع ” مركز الريجيم الصحي” – وهو مركز للحمية الغذائية – ايمان ابو صيام على الطاقة الايجابية التي سادت اجواء اللقاء مع جلالة الملك عبدالله الثاني ، مشيرة إلى اهمية دعم الملك للشباب والريادة لزيادة مساهمتها في تحسين الاقتصاد وتوفير فرص العمل.
وقالت أبو صيام – التي تحمل شهادة جامعية في مجال التغذية والصناعات الغذائية بأن تأسيسها لهذا المشروع جاء بتشجيع من أهلها ولافتقار المنطقة التي تعيش فيها (دير علا) لمثل هذا المركز الذي يعنى بعلاج حالات السمنة ولتخفيف الوزن وزيادته واتباع الطرق والعادات الصحية المثالية، مؤكدة سعيها خلال الفترة المقبلة لتوسيع المركز وإنشاء ناد رياضي للياقة البدنية يمكن ان يساعد اهل المنطقة في اتباع العادات الرياضية والغذائية السليمة دون الحاجة للذهاب إلى العاصمة عمان او المحافظات الرئيسة.
ووفق تقرير لمؤسسة “ماجنيت”، الاقليمية بلغ حجم الاستثمارات في الشركات الأردنية الريادية حوالي 56 مليون دينار العام الماضي. وتشير أرقام اخرى أن شركات ريادية أردنية استطاعت أن تستقطب استثمارات بحجم 200 مليون دولار خلال آخر خمس سنوات.

Comments (0)
Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked. *